في هذا الدليل سوف نلقي نظرة على بعض الخطوات التي تساعدنا على تعزيز صحتنا الرقميّة:
١. تنظيم الوقت عند استخدام الانترنت
يقوم العديد من الأفراد باستخدام الإنترنت لفتراتٍ طويلةٍ يومياً، وهذا يؤثر على بعض الجوانب الأخرى من حياتهم، مثل العمل أو الدراسة. كما يعاني البعض من نوعٍ من الإدمان على استهلاك البيانات على الإنترنت، ونخص بالذكر استخدام مواقع التواصل الإجتماعي، كفيسبوك Facebook، حيث قد يقضي الفرد عدد كبير من الساعات على هذه المواقع بشكل يومي. ولكن هذه العادات قد تضر بالصحة العقليّة والجسمانيّة، كما تضع سلامة المستخدمين الرقميّة في خطر، حيث تجمع مواقع التواصل الاجتماعي عدد أكبر من البيانات عن المستخدمين عند نشاطهم الضخم على منصّة معيّنة. هناك العديد من الطريق التي قد تساعد المستخدمين على تقليل استخدام الإنترنت أو تقليل استخدام مواقع أو تطبيقات معيّنة.
في البداية يمكنكم النظر إلى الوقت الذي تقضونه على شاشة الهاتف. في أجهزة آيفون iPhone يمكنكم الذهاب إلى الإعدادات Settings ثم البحث عن Screen time on، وفي أجهزة آندرويد Android يمكن البحث عن Digital Well-being، حيث تبيّن هذه الميزات مدة استخدام الهاتف وما هي التطبيقات التي تستخدمونها بشكل كبيرٍ ومستمر. يُظهر التقرير مدة استخدام الهاتف بشكل يومي، أسبوعي أو شهري. وفي الصفحة ذاتها، يمكنكم تحديد وقتٍ معيّنٍ لإيقاف التطبيقات التي تستخدمونها لفترةٍ طويلة. مثلاً، إذا كنتم تستخدمون تطبيق انستغرام Instgram لعدد ساعات طويلة، تستطيعون ضبط مؤقِت يسمح لكم استخدام التطبيق لمدة قصيرة. ذلك يساعدكم على تقليل أو تحديد الوقت المستهلك على تطبيقٍ معيّنٍ ويذكركم إذا استخدمتم التطبيق لمدّة طويلة.
٢. الانتباه الى بعض الحيل المستخدمة من قبل بعض المواقع والخدمات
تستخدم بعض المنصات حيل لتشجيع المستخدمين على استخدام مواقعهم بشكلٍ أكبر أو للنقر على روابط معيّنة. على سبيل المثال، تقوم بعض المنصات باقتراح فيديوهات جديدة لها علاقة بالفيديو الذي تمت مشاهدته، وفي بعض الأحيان يبدأ تشغيل الفيديو التالي مباشرة بعد انتهاء الفيديو الأول. ذلك يدفع المستخدمين إلى استهلاك كمّ أكبر من البيانات على هذه المنصّة. كما يتم في بعض الأحيان خداع المستخدمين حين زيارة موقعٍ ما عن طريق وضع مؤقت يعدّ تنازلياً للضغط على رابط ما مع كتابة جملةٍ مثل “عرض لفترة محدودة جداً، اضغط هنا الآن” هذه الخدعة قد تؤثر على سلامة المستخدمين حيث أنّه من الممكن أن يكون هذا الرابط مشكوك بأمره كتنصيب برمجياتٍ خبيثةٍ على أجهزة المستخدمين..
٣. تجنّب الأخبار الكاذبة والمواقع المزيّفة
تنتشر الأخبار الكاذبة أو المضلّلة والمواقع المزيّفة بشكلٍ كبيرٍ على الإنترنت وتختلف من شكلٍ لآخر على حسب الغاية المخفية ورائها. فيقوم بعض الأفراد بنشر هذا النوع من الأخبار لجني الأموال الخاصّة بالإعلانات على مواقعهم، وعادةً يتم خداع المستخدمين للنقر على هذه الأخبار عن طريق استخدام عنوان جاذب للنظر ولا يوصل الفكرة كاملة مثل، “شاهدوا ماذا حدث لهذا الشاب في منتصف الغابة”. ومن الممكن أن يستخدم بعض المهاجمين هذه الحيل لإلحاق الضرر بالمستخدمين، فيمكن عند زيارة موقع ما أنّ يتم إعادة توجيهكم إلى مواقع خبيثة قادرة على نشر برمجيّاتٍ ضارّةٍ على أجهزتكم. لذا يرجى عدم النقر على أي عناوين تبدو مزيّفة أو مشكوكٌ بأمرها.
٤. كيفيّة التعامل مع الأطفال عند استخدام الانترنت
يقضي العديد من الأطفال ساعاتٍ طويلةٍ على الإنترنت، حيث يقومون بتصفّحح مواقع التواصل الاجتماعي أو لعب ألعاب منها متعددة اللاعبين. ويحيط بأطفالنا مخاطر عدّة في المساحة الإلكترونيّة مثل، التنمّر الإلكتروني التي قد تؤثر على سلامتهم العامّة. أدناه، يمكنكم الاطّلاع على أدلّة السلامة الرقميّة التي تساعدنا في الحرص على سلامة أطفالنا على الإنترنت.
كيف نحمي أطفالنا عند استخدام منصّة فيسبوك Facebook؟
كيف نحمي أطفالنا عند استخدام منصّة انستغرام Instagram؟
كيف نحمي أطفالنا عند استخدام منصّة يوتيوب YouTube؟
كيف نحمي أطفالنا من التنمّر الإلكتروني؟
كيف نحمي أطفالنا من مخاطر الألعاب الإلكترونيّ؟
٥. الانتباه لكميّة البيانات المقدّمة مقابل استخدام خدمات الإنترنت
تقوم العديد من الشركات التي تقدم خدماتٍ مجانيّةٍ على الإنترنت، مثل فيسبوك Facebook أو غوغل Google، بجمع بياناتٍ عن ملايين المستخدمين والتي قد يتم استخدامها لغاياتٍ عدّة مثل دراسة سلوك الأفراد أو المجموعات وتحسين خوارزميات الشركة. على سبيل المثال، عند استخدام خدمة خرائط غوغل Google Maps فنحن نقدّم بيانات الموقع الجغرافي الخاصّة بنا مقابل هذه الخدمة، وكلّما استخدمنا خرائط غوغل أكثر، كلّما جمعت الشركة بياناتنا بشكلٍ أضخم.
في النهاية، هناك العديد من الحلول التي تساعدنا على الحفاظ على صحّتنا العقليّة والجسمانيّة عند استخدام الانترنت. كما ذكرنا سابقاً، إذا كنتم تستخدمون أجهزتكم الإلكترونيّة بشكلٍ كبير، يمكنكم استخدام خدماتٍ، مثل Digital Well-being على آندرويد أو Screen time on على اي او اس iOS، لتحديد وقتٍ معيّنٍ عند استخدام تطبيقاتنا. كما يفضّل أن يكون الفرد مدركاً لبعض الحيل التي تستخدمها الشركات لتشجيعنا على استخدام مواقعهم بشكلٍ أكبر. ولا تقتصر المخاطر على ذلك، بل نواجه عادةً مواقع مزيّفة أو أخبار كاذبة قد تؤثر على سلامتنا الرقميّة، كما يؤثّر استهلاك البيانات المغلوطة على صحتنا العقليّة في العديد من الحالات. ويجدر بالذكر أنّ إدراكنا للمشكلة هو بداية حلّها، فإذا كنّا نعلم المخاطر التي تحيطنا في المساحة الألكترونيّة، يمكننا محاولة تفاديها والعمل على تحسين عادات استخدام الإنترنت الخاصّة بنا.